ما المدة التي تلزمك لتعلم لغة جديدة؟

ما المدة التي تلزمك لتعلم لغة جديدة؟

من أكثر الأسئلة التي تدور في بالِ الراغبين في تعلم لغة جديدة ما، سؤال: “ما المدة التي ستمكنني من تحدث هذه اللغة؟” أو: “كم عدد الساعات التي تلزمني يوميًا لممارسة اللغة؟”، يتوقع السائل خلال طرحه لهذه الأسئلة أن يتلقى إجابة قصيرة ومحددة، لكن الأمر ليس كذلك.

إذ أن هناك أمورًا عدة تحدد الوقت الذي ستستغرقه لتعلم لغة جديدة، أولها تحديد هدفك من الدراسة، فهل ستدرس مثلًا لاستكمال تعليمك؟ أو للالتحاق بوظيفة؟ أو فقط للاطلاع والمعرفة؟ فهذا الأمر لن يساعدك فقط في تحديد المصادر والمواد التي يتوجب عليك دراستها بل سيساعدك في تحديد الوقت أيضًا.

إن لم تكن متأكدًا مما ستفعله في المستقبل، فحاول أن تجعل هدفك يتراوح ما بين الحصول على وظيفة شرطها إتقان هذه اللغة وبين أن يكون الأمر مجرد هواية ورغبة في المعرفة والاطلاع. حاول أيضًا أن تضع هدفًا ذكيًا أو كما يسمى بالانجليزية  SMART goal. ذلك أن الهدف الخيالي في حال عدم تحققه يصيب صاحبه بخيبة أمل.

أمور تختصر عليك الكثير من الوقت:

-تعلم كيف تبدأ:

يركز المتعلم عادة على اللغة المطلوبة ذاتها “قواعدها ومفرداتها إلى غير ذلك”، ولكن من المهم أن تعرف أيضًا أن عليك تعلم كيف ومن أين تبدأ عملية التعلم، فلهذا دور جيد في سرعة الإنجاز وتمهيد الطريق أمامك.

كذلك حاول اختيار المصدر الصحيح أو المادة المناسبة لهدفك، ففي طريق تعلمك ستصادف الكثير من الكتب والمساقات، منها برامج تتضمن مستويات مختلفة “مبتدئ -متوسط -متقدم”، إن كنت ترغب في تعلم اللغة لأجل القراءة والكتابة فحدد مستواك وابدأ بالمساق المناسب لك. و غالبًا ينصح المبتدئ بالتعلم من 15-20د، والمتوسط من 45-60د، المتقدم من1-4ساعات يوميًا.

إن كان لديك معرفة سابقة بقواعد اللغة وترغب في أن تكون أكثر إلمامًا بالمصطلحات الطبية أو القانونية أو غيرها -من أجل الدراسة أو العمل- فاختر ما يناسب هدفك.

-حدد وقتك المفضل للدراسة:

إن كنت من هؤلاء الذين يفضلون أوقات الصباح الباكر للدراسة إذ أنك تشعر بطاقة ورغبة أكبر في التعلم، فاختر هذا الوقت لدراسة اللغة، وإن كان العكس فاختر الوقت الذي تجد أنه يناسبك، مع تقسيم الدراسة على فترات.

-الدراسة على فترات زمنية:

تقسيم وقت الدراسة على فترات زمنية قصيرة خلال اليوم أفضل من لو قمت بالدراسة لساعات طويلة متواصلة، فهذه الفترات القصيرة ستمكنك من استيعاب ما درسته كما ستمدك بطاقة أكبر للمواصلة في الدراسة بدلًا من أن تكون المدة طويلة ومرهقة.

-احتفظ بمذكرة يومية:

وأقصد هنا أن تقوم بكتابة ما تعلمته خلال اليوم وتدوين الصعوبات التي واجهتك وماذا ستفعل لتجتاز هذا الأمر، الاطلاع على هذه المذكرة بعد شهر أو عدة شهور، وملاحظة تقدمك عامل مشجع وسيدفعك لمزيد من الإنجاز في طريق تعلم اللغة.

-لا بأس في استراحة:

التوقف عن الدراسة وأخذ استراحة قصيرة من تعلم اللغة أمر لا مشكلة فيه ما دامت هذه الاستراحة ستجدد طاقتك لكن لا تجعل التوقف لمدة يوم أو يومين يمتد لأسبوع أو أكثر فبعد ذلك سيصعب عليك جعل تعلم اللغة المستهدفة  أمرًا روتينيًا ومعتادًا خلال يومك. تقول مدرسة اللغة الإنجليزية اليزابيث بافرد: ” إن أكثر الطلاب الذين أحرزوا تقدمًا في اللغة جعلوا من تعلمها روتينًا في حياتهم حتى ولو كانوا مرهقين أو متعبين.” تشاركها في الرأي المترجمة الروسية أولغا ديموتريشونكوفا تقول: “كلما استخدمت اللغة المتعلمة في حياتك اليومية كلما اعتبرها عقلك أمرًا مفيدا ويستحق الاهتمام.”

-عدم التركيز مضيعة للوقت:

الدراسة دون تركيز على المادة أو معرفة السبب الذي يجعلك تكرر مقطعًا معينًا أو تعيد حل تمرين لعدّة مرات هو مضيعة لوقتك، من الأفضل أن تقوم ببذل جهد لفهم المادة، وأن تحدد ما تريد فعله بالضبط، مثال: “أريد أن أتعلم اليوم كذا لأنني أحتاج لكذا.”

اخلق لنفسك هدفًا يوميًا وضع له وقتًا محددًا. حاول أن تخرج من منطقة الأمان الخاصة بك وأن تحدد المشاكل التي تواجهك أثناء تعلم اللغة، إن لم تستطع تحديد نقاط ضعفك فمن الجيد أن تجد مدرسًا متخصصًا في هذه اللغة يساعدك في معرفة هذه النقاط وكيفية معالجتها.

-ادرس لدقيقتين:

إن لم تكن تشعر برغبة في ممارسة اللغة خلال اليوم، فقرر أنك ستدرس لدقيقتين فقط، استغل هذه المدة مثلًا في تصفح بطاقات تعلم المفردات، أو تشغيل درس قصير، أو قراءة قطعة وجدت صعوبة في فهمها، ستجد أن الدقيقتين امتدتا إلى ربع ساعة، والربع ساعة امتدت إلى ثلاثين دقيقة.

من أصعب الأمور التي تتعلق بالدراسة هي البداية، لكن متى بدأت حاول الالتزام بفترة زمنية قصيرة.

في الختام، عليك أن تتذكر أن تعلم اللغة وإتقانها عملية مستمرة وتتطلب تفانيًا ومجهودًا كبيرًا، كما يقول أكثر مدرسي اللغات فإن ما تبذله من جهد خلال التعلم هو ما تحصل عليه في النهاية.

Leave a Reply